مايو 31, 2023

الحوار المفتوح

جريدة الكترونية مستقلة

الشعب غير هاوي للعبة الشطرنج ويريد تفسير هذه المربعات في الرقعة

معز محيي الدين ابو الجدايل

معز ابو الجدايل عضو مؤسس

معز محيي الدين ابو الجدايل

بعد مرور اكثر من شهر على الثورة السورية، يطل الرئيس السوري على شاشات التلفزة السورية ويلقي خطابه الاول (لاعضاء مجلس شعبه) وتنقل قناة التلفزيون السوري توجيهات الرئيس (لمجلس وزراءه ) ، وبعد يوم من المظاهرات في انحاء البلاد. بغض النظر عن هذا المشهد انه لن يتوجه مباشرة الى الشعب السوري ليتحمل مسؤولية القرارات والوعود التي اطلقها وان يحاسبه الشعب عليها!!!؟ اسئلة كثيرة تخطر في بال المواطنين وقد يفسرها البعض (اننا نعيش في ظل نظام ملكي لا جمهوري؟طبعا اصحاب هذا الراي لهم مبرراتهم لدى مشاهد (عبارات سوريا الاسد) وتصريحات المسؤولين في الحزب الحاكم والصحفيين التابعين له عبر شاشات التلفزة العالمية ) و (اخرون يجدونها مكابرة من الرئيس على شعبه والتهرب من مسؤولياته عن عدم تنفيذ الوعود ، لهم مبرراتهم ، حتى الوقت الحاضر لم يعرف احد من المسؤول عن اخطاء المرحلة السابقة ومن سيحاسب، هل الحزب الحاكم بكافة قيادته ام ….) و (اخرون يتساءلون في علم السياسة ، من ادوات السياسية الدهاء والخداع في الدبلوماسية الدولية للحصول على مكاسب وطنية ، ولكن في حالتنا نجد ان هذه الادات تستخدم في السياسة الداخلية محاولة تقوم بها الحكومة على ابناء شعبها ،وايضا لها مبرراتها ،فمن المضحك ان نسمع تصريحات من قبل الناطقين باسم النظام يقولون لقد انتصرت الثورة ، او الحركة التصحيحية الثانية ، وكأن الرئيس او النظام القائم دعى ابناء الشعب السوري للتظاهر والثورة ضده !!!!!!!!!!!!!؟؟.

نتعرض لما جاء في توجيهاته لاعضاء مجلس الوزراء في هذه النقاط :
• قال الرئيس : لاحظت من الاجتماع مع الوفود الشعبية أن هناك فجوة بين مؤسسات الدولة والمواطنين. بالطبع هذه ملاحظة مهمة دون اي شك من احد ،وإن جاءت متاخرة نجد اننا امام سؤال يطرح نفسه، هل يتوجب على الشعب السوري تقديم شهداء كي يلاحظ الرئيس هذه الفجوة (ففي تصريحه للمجلة الامريكية ومن فترة لا تتجاوز الشهرين قال عكس ذلك هناك تلاحم بين الشعب والدولة!!!!!!!!!!؟)

• كما أشار لضرورة توسيع دائرة الحوار، غير أنه قصرها على “النقابات والمنظمات التي تمثل الشرائح على مستوى الوطن بالطبع حسب اعتقاده هو!!؟؟ هي بحسب الكثير ممثلة للسلطة الحاكمة لا للشعب ، قد يتساءل الكثير كم شهيد يجب ان يقدم الشعب السوري لكي يقتنع الرئيس اننا لانملك نقابات ولا منظمات الا في الظاهر وجوهر عملها يختلف كثيرا فآلية عملها كعصابات.

 و للاسف بحديثه جاء دون التطرق لقوى سياسية معارضة او شبابية جديدة لها طموحاتها او حتى الاعتراف بها. رغم اننا نلاحظ بهذه الخطوة العودة الى نقطة الصفر (في رقعة الشطرنج لدى النظام القائم) ، التي ابتدأت في عام 1963 حين تم الاستيلاء على السلطة والنقابات والارزاق من قبل حزب البعث وطرح شعارات لم يحقق منها شيء خلال عقود كثيرة لابناء شعبه بل على العكس اوصلتنا لهذه المرحلة الحرجة. ويبقى سؤال هل يظن الرئيس ان الشعب يقبل بهذا!؟ وكيف تم تشكيل ما يدعى الجبهة الوطنية في السبيعنيات من القرن الماضي واصبحت قيادات هذه الاحزاب تمثل نفسها لتحافظ على مكاسب شخصية فقط.

• وقال ايضا سوريا تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً وهناك مكونات لهذه المرحلة .. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات .. المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلا بد أن تكون المؤامرة.. هي من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز على هذا المكون.”
يمكن ان نوضح بعض النقاط لا اعتقد ان اي انسان في العالم يشك في وطنية السوريين او حتى قوميتهم ، ولكن هناك اختلاف في ماهية والية العمل والسبل للوصول الى الهدف هو حق اجتمعت عليه اراء الخلق!. نشاهده على الشاشات العالمية وحتى السورية، درجة النضوج لدى الشعب السوري ، ووطنيته لذلك تسقط نظرية المؤامرة، ونحن اذا امام معضلة الا وهي الى هدم الية التفكير التي بناها حزب البعث اي ان هذا الحزب هو الوحيد الذي يملك الحق في الدفاع عن مصالح الوطن والامة ، والابتعاد عن قضية التشكيك باحد، ونتذكر قول الله تعال (من كفر مسلما فهو كافر) واذا قمنا بعملية القياس هذه نجد ان شعار يجب ان يطرح (من خون مواطن فهو خائن) الا اذا كانت حسابات النظام قائمة فقط على البقاء في السلطة والى الابد وهي غير مشروع في اي قانون بالعالم !!!.

 • وذكر أن القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ ستنجز “الأسبوع المقبل كحد أقصى،ورأى أنه بعد هذه القوانين لن يكون هناك حاجة للتظاهر، مشيراً إلى أن سيتعامل في الفترة التي تلي صدور هذه القوانين مع المظاهرات “بحزم” .
هنا لدينا شطران متناقضان الشعب يريد الغاء حالة الطوارئ ليس من اجل الموضة بل من اجل مراقبة عمل المؤسسات والتظاهر والتعبير السلمي عن كل نقطة كبيرة وصغيرة لا تتماشى مع متطلباته وهو حق له، اذا فما جدوى الغاء حالة الطوارئ اذا كان سوف يمنع من التظاهر وبحزم !!!!!!!!!!!؟

• الشق الاقتصادي، اعتبر  أن البطالة هي المشكلة الأكبر، “وتدفع الشباب للإحباط واليأس والانقلاب على المفاهيم العائلية والاجتماعية،” وقال إن على الحكومة النظر في مشاريع سريعة لمعالجة البطالة، وخاصة بقطاعي الزراعة والصناعة والمشاريع الصغرة.  هو امر هام بالنسبة لاي شعب ان تقوم الحكومة على هذه الخطوات ولكن ان لم يرافقها تطور الجانب السياسي والاجتماعي كما حدث في بلدان المتقدمة نقع في مطب وتجربة الصين الفاشلة ، كلنا يسمع كيف ان شباب الصين يدعون للثورة على نظامهم الفاسد سياسيا واجتماعيا !!!!؟

 •  واكتشف الرئيس ان “الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. تأخير معاملة له في دائرة.. طلب الرشوة.. كل هذه إهانات للمواطن وعلينا أن نتحاشاها وأن نتخلص منها بشكل نهائي.”
وبالطبع هذا امر هام وقريب جدا للواقع ولكن سؤال يطرح نفسه هل البقاء على آلية عمل النظام القائم بهذا المنهج يستطيع التغلب على هذه المشكلة ؟  ولماذا التمسك بهذه الالية ؟ علما ان حزب البعث كغيره من ما انتهج  نهجا يدعى (نظام الحزب الواحد) وقد فشلت كلها بالنهوض بالمجتمع نحو الافضل فكل المجتمعات التي انتشرالفقر بين ابناءها  اتبعت هذا النهج  ومنها الدول العظمى (الاتحاد السوفيتي السابق والصين  الى سوريا وباعتراف القائمين على النظام) ليس هناك تجربة عالمية تدل على جدوى هذه الالية

وفي النهاية لابد لنا من ان نقول ان  الشعوب غير هاوي للعبة الشطرنج كالسياسيين وليس لها اهتماماتهم غير العيشة الكريمة والبسيطة والهنية لها ولا اولادها وعندما يدخل في مجال  تفسير هذه المربعات في رقعة الشطرنج للسياسيين يثور عليهم ،  فيجب تغيير النظام بهيكله وثقافته وتنظيمه… وبدأ العد التنازلي فمن لا يفهم ذلك من السياسيين (يسقط في مزبلة التاريخ)

Facebook Comments Box

احدى مؤسسات لجنة الحوار الدولي المفتوح